يا منسيّةً في أقبيةِ العمرِ، يا عشيقةَ الثّوار،
يا نَفَسَ الأحرار،
يا أرضَ الأنبياءِ إلى الغَمام،
يا نَبضَ الرّوحِ المعجونَ بالزّيتِ، باللّيمونِ،
بزهرِ مريَمَ، بالزّيتون،
بعطرِ الوردِ في الوردِ... بالبيلسان!
يا قدّيسةُ، يا فرسَ الإلهِ إلى الدِّيار
يا عصفورةَ الحبِّ،
يا وطنًا مَدفونًا في تَرفِ الكَلام،
يا أنثى، يا شهيّةَ الضّفتَين،
يا أغلى القِبلتَين،
يا صليبًا في التّرابِ المُباح،
يا مئذنةَ الصَّمتِ المشلوحةَ في العَراء،
يا أميرةَ البحر،
يا قتيلةً، يا شهيدةً...
لا تغفري توَرُّمَ البطونِ في حفلِ الشّواء،
لا تغفري للموتِ يطبِّلُ قبلَ الفطورِ وقبل السُّحور،
لِمَن يَجتافُ المُقدَّسَ سُمَّ القرونِ،
لِمَنْ ينادي في الهياكلِ لِبَيعِ الشّرفِ المَصونِ
من أَلِفِ الشَّرَفِ البهيِّ إلى الياء...
لِسماسِرةِ الزَّمانِ يلتحفونَ سُطورَ العربيّة
فاعِلا ومفعولا وضميرًا مستترًا
وحالًا مفروضَةً ونداء...!
لا تغفري لِمَن يُبرِّئُ الجلّادَ في دمِكِ،
حسبُكِ أرْحامٌ مُدَمّاةٌ
كلُّ واحدٍ يلِدُ للحياةِ حجارةَ الحياةِ
عَصْفًا وعاصِفةً وإباء...
يا قدّيسةَ الجرحِ الأبديّ،
يا أغنيةَ الذين رحلوا
وأولئكَ الخارجينَ من تحت أنقاضِ المَنام،
لا تغفري أبدا،
لا تَخشي أحدا،
على النّاسِ يُنادى بأسمائهم يومَ القيامةِ،
لِذا... عَمِّدي هذي الأرضَ باللَّظَى
وقولي: تُفٌّ عليكم وتَفًّا
إلى يومِ القِيام!