ففي حزيران (يونيو) من العام 1982، سافرت الى الجليل الشمالي والجيش الإسرائيلي يتعقب أثري، وبعد مضي يومين على صولي الى هناك، تجاوزني هذا الجيش الهادر ليدخل الى لبنان. وكان اكتشافي لنفسي في خضم عملية تعبئة عسكرية، وإبّان اجتياح عسكري، بمثابة تذكير كان له وقع الصدمة والصحوة في آن، على حقيقة ان ما هو أكاديمي في ناحية من العالم، هو واقعٌ، في ناحية أخرى منه. وتضافرت اهتماماتي العلمية وقربي الحسي من الجبهة لتخلق لديّ فضولاً شخصياً ومهيناً بشأن الأحداث التي تتكشف أمامي عبر الحدود.