هذا الكتاب يبحث في مفهوم الثقافة باعتبارها منهج الحياة المجتمعية بما هي حاملة للقيم، ومعبرة عن نظرة الانسان إلى الوجود، وإلى دوره في هذا الوجود باعتباره عضواً في جماعة؛ وبما هي متجلية في الحياة العملية للناس في المكان والزمان. كما يبحث في إمكانيتها الطبيعية على التفاعل والاختلاط والتأثير والتأثر في العلاقة مع ثقافات الآخرين، وفي أهميتها على ترسيخ الهوية على أي وجه كانت.
هذا التحديد سمح للكتاب أن يتجه وجهة البحث في علاقة الثقافة العربية بالعولمة، وفي كيفية تعامل العرب مع العصر الذي يعيشون فيه، والفعل الذي تفعله العولمة لإظهار تقصير العرب في الدخول في العصر ومتطلباته، إلا عن طريق الاستهلاك؛ وعدم القدرة على المشاركة في انتاج ما يفي بهذه المتطلبات؛ وعجزهم عن الإيفاء بضرورات التواصل والتكامل والاتحاد، على المستويات كافة، في عالم يتطلب هذا النوع من التوجه؛ والبقاء في إطار العلاقات الأولية للقرابة المحكومة بالاعتبارات الذاتية والمنطق القبلي. في هذا الاطار، أظهر الكتاب مقابلة فكرية مع المفكر هشام شرابي يظهر فيها موقع اميركا في العالم وعلاقتها بالعرب، وكيفية التعاطي مع المسألة الفلسطينية من الداخل والخ . تظهر هذه المقابلة التي جرت منذ إثنتي عشرة سنة وكأنها جرت البارحة.