يتضح للقارئ، في سياق هده الدراسة التاريخية الموضوعية، أن المنطقة الجغرافية التي نسميها "الهلال الخصيب" أو " سورية الطبيعية" تكون بيئة طبيعية واحدة. وهي، بالحضارة التي تبلورت فيها، تعبر عن وحدتها الطبيعية تعبيراً عفوياً صادقاً كما تعبر أيضاً عن جميع الموجات العربية والافوام غير العربية التي استوطنت هده البيئة، سواء في الشرق في وادي الرافدين، أم في الغرب على شواطئ المتوسط، أم في الشمال جنوبي جبال طوروس، أم في الجنوب من البادية صعدا نحو دمشق، والتي تصادمت وتفاعلت وأنتجت إيجابيا الامة السورية العربية، ونبذت الشعب اليهودي المتحجر الذي عصى جميع نواميس التفاعل والانصهار في بيئة طبيعية واحدة.