تضم هذه المجموعة مجمل الإنتاج المعروف للمفكر النهضوي أنطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه. وتتكون من أحد عشر مجلداً، بين مؤلفات مطبوعة ومحاضرات ورسائل ومقالات ومقابلات صحافية متفرقة في الوطن والمهجر، ينشر بعضها للمرة الأولى، وتغطي الحقبة الممتدة من العام 1921 إلى العام 1949. وقد جرى تصنيفها وتبويبها حسب التسلسل الزمني. أما المجلد الثاني عشر فيتضمن الفهرس العام ونبذة عن حياة سعاده. وتقرر أن يُعاد نشره بعد توسيع النبذة، وبعد تعديل الفهرس ليشمل كل المصطلحات التي لم تدرج في فهرس الطبعة الأولى.
لقد أثارت كتابات سعاده وأفكاره وتجربته ومواقفه، ولا تزال، نقاشاً وسجالاً وأسئلة وإشكاليات فكرية وسياسية في بلادنا وفي العالم العربي لم تنته بعد. غير أن النقص في توثيق تلك الكتابات، والتحوير والحذف اللذين تعرضت لهما، وما شابها من أخطاء، فضلاً عن أنها لم تنل ما تستحق من موقع ومكانة... كل هذه العوامل كانت الدافع الرئيسي الذي دعا "مؤسسة سعاده للثقافة" إلى نشر أعمال سعاده كاملة ومدققة ومحققة انطلاقاً من الوثائق الأصلية كما نُشرت في مصادرها الأساسية. وفي الحالات القليلة جداً التي تعذر فيها الوصول إلى المصدر الأول، تم اعتماد أقدم وثيقة نشرت عن المصدر الأساسي.
ولا بد من التوضيح هنا أن هذه المجموعة تتضمن فقط الكتابات المؤكدة نسبتها إلى سعاده، سواء كانت بتوقيعه أو بالإشارة إليها من قبله أو من خلال النشرات الرسمية التي أصدرها الحزب خلال حياته. أما المقالات التي لم نتوصل إلى التأكد من كتّابها وسبق أن نُشرت في سلسلة "الآثار الكاملة" ومنشورات أخرى، فقد تُركت جانباً حتى يصار إلى التثبت من صحة نسبتها إليه أو إلى غيره.
هذا وستنشر "المؤسسة" على موقعها الإلكتروني ملحقاً يتضمن كتابات نُشرت بعد صدور الطبعة الأولى من "الأعمال الكاملة". ولن يشتمل الملحق على رسائل سعاده إلى زوجته جولييت المير ورسائله إلى أدفيك جريديني نظراً إلى طابعها الخاص، علما بأنها نشرت في كتابين مستقلين.
كما ستنشر "المؤسسة" تباعاً على موقعها تصنيفاً للأعمال الكاملة في مختلف المواضيع، مثل المسألة اللبنانية والمسألة الفلسطينية والعروبة والاقتصاد والحزبية الدينية والسياسة وغيرها. وسبق لهذه المصنفات أن صدر بعضها عن "دار فكر للأبحاث والنشر" تحت عنوان "مختارات من سعاده". إلا أن الإصدارات الجديدة تمتاز باحتوائها على كتابات جديدة لم تنشر في الطبعات السابقة، وملحقات بمثابة وثائق تضيء على نشاطات القوميين الاجتماعيين الفكرية والعملية.
هذا المشروع الذي أولته "مؤسسة سعاده للثقافة" ما يستحق من الاهتمام والرعاية، يأتي اليوم ثمرة جهد كبير قام به فريق من الباحثين على مدى سنوات تجاوزت العشر ليكون مرجعاً موثقاً لكل دارس وباحث ومهتم بمتابعة فكر سعاده وأعماله.
وأخيراً تناشد "المؤسسة" كل من يحتفظ بوثيقة أو مقالة أو رسالة لم ترد في هذه المجموعة تزويدها بنسخة عنها كي يُصار إلى نشرها في الطبعات اللاحقة. وترحّب "المؤسسة" بكل ملاحظة هادفة حتى تصل "الأعمال الكاملة" إلى أقرب ما يكون من الدقة والكمال.
يمكنكم الاطلاع على مجلّدات الأعمال الكاملة على هذا الرابط https://www.saadeh.co/all-work
مرّت عملية جمع تراث سعاده بمراحل عديدة كانت محكومة بالظروف الذاتية والموضوعية التي عايشها الحزب السوري القومي الاجتماعي. وكان لكل مرحلة أبطالها المجهولون الذين بذلوا جهوداً حثيثة للعثور على تراث سعاده وجمعه ونشره. ويتمثل الجهد الأخير في "الأعمال الكاملة" التي صدرت عن "مؤسسة سعاده للثقافة" سنة 2001 في 12 مجلداً. وبعد مضي عشرين سنة على تلك الطبعة الممتازة، كان من الطبيعي إصدار طبعة جديدة تُضاف إليها كتابات سعاده التي تم العثور عليها في غضون العقدين الماضيين. وفي هذه المرحلة، ستكون الطبعة الجديدة إلكترونية على أمل أن تتاح لاحقاً فرصة طباعتها ورقياً.
إن "مؤسسة سعاده للثقافة" ترغب في التنويه بكل من ساهم في عملية جمع "الأعمال الكاملة":
الجمع والتحقيق: إيلي سعاده وحسام موسى
التدقيق اللغوي والطباعي: فداء صندقلي وبطرس سعاده
الإشراف: يوسف قزما الخوري
المساهمة في الطباعة: بدر الحاج
كما تشكر المؤسسة كل الذين قدموا مادة للنشر (حسب الترتيب الأبجدي):
مروان أبو جودة، رشيد الأشقر، غسان الأشقر، عيسى أحوش، أحمد أصفهاني، نواف حردان، رياض خنيصر، جوزف الخولي، سهيل رستم، ردينة شجاع، هشام شرابي، محمود عبد الخالق، ميشال فضول، جوزف غطاس كرم، موفق كنجي، سليم مجاعص، عبدالله محسن.
مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، معهد غوته الألماني، الجامعة اليسوعية في بيروت.
ترجمة: أليسار سعاده، محمد نور الدين.
إستشارات: هنري حاماتي، أسعد رزوق، صفية سعاده.
ضبط لغوي لمحاضرات الندوة الثقافية: ربيعة أبي فاضل، رامز حوراني.
الطبعة الثانية
المتابعة والتنفيذ: إيلي سعاده.
المساهمون بالمواد الجديدة والمراجعة والتدقيق: مروان أبو جودة، أحمد أصفهاني (توجيه)، طه غدار.
الإعداد الطباعي والتدقيق والفهرسة: أمل التقي.